من المعروف أن للمادة ثلاث حالات هي:
الحالة الجامدة مثل الصخور.
الحالة السائلة مثل المياه.
الحالة الغازية مثل الهواء.
وفي القرن العشرين اكتشف العلماء أن السخونة اللاهبة في النجوم تفكك مكونات ذرات المادة وتطلق منها المكونات الدقيقة من البروتونات والنيترونات التي تعوم في النجوم عند درجات الحرارة التي تتجاوز المليون درجة مئوية، فتصبح حالة المادة ليست أي من الحالات الثلاثة المعروفة وعرفت هذه على أنها الحالة الرابعة للمادة (حالة البلازما).وكان علماء الفيزياء يفترضون أنه إذا كانت نظرية الانفجار العظيم التي تفسر ميلاد الكون صحيحة فإنه لحظة حدوث الانفجار، أي خلال الثانية الأولى من عمر الكون، لم تكن المادة على هيئة ذرات أبداً، بل من نوعين من الجسيمات، أحدهما يسمى كوارك (Quark) وقد تم التعرف عليه منذ زمن قريب، والآخر يسمى غلاون (Gloun) لم يستطع العلماء معرفة فيما إذا كان هو حقيقة أم مجرد خيال افترضت وجوده نظرية الانفجار العظيم. ولكن المفاجأة الكبيرة تحققت مؤخراً على يد الـ 350 عالماً من عشرين دولة أوروبية الذين يعملون في المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات في جنيف، والذي يديره عالم الفيزياء الإيطالي لوتشيانو ماياني، حيث أمكن الحصول على الغلاون (Gloun) عن طريق ضغط المادة وجعل جسيماتها ترتطم ببعضها بعنف باستخدام معجل ضخم يمتد نفقه تحت الأرض بين الحدود السويسرية والفرنسية، ويقوم بتسريع حركة الجسيمات الموجودة في الذرة إلى سرعة فائقة قريبة من سرعة الضوء، مما يجعلها ترتطم ببعضها ارتطامات يقترب عنفها من عنف الانفجار العظيم وذلك خلال جزء من عشرة ملايين جزء من الثانية حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة إلى مقادير تفوق كثيراً درجة حرارة مركز الشمس.ويدعم هذا الاكتشاف نظرية الانفجار العظيم التي تفترض أن الكون كان مجتمعاً كله في مكان واحد صغيراً جداً، أي ذا كثافة هائلة، الأمر الذي يعني أن درجة حرارته كانت عالية جداً مما يجعل جسيماته ترتطم ببعضها ارتطامات لا يضاهي عنفها أي ارتطام يمكن أن يكون قد حدث بعد الانفجار. وهكذا تمكن العلماء من اكتشاف الحالة الخامسة للمادة والتي تسمى الغلاون (Gloun) والتي هي عبارة عن جسيمات وجدت خلال الثانية الأولى من ولادة الكون حيث تلاها تكوين نواة الذرة عندما كان عمر الكون ثلاثة دقائق أما الذرات نفسها فلم تتكون إلا بعد أن صار عمر الكون خمسمائة سنة.